بعدما عرفنا ان للامام الحجة عليه السلام؛ غيبة، فما هي هذه الغيبة؟
الجواب
ان الامام الحجة عليه السلام؛ لما غاب عن الانظار كان هناك مصلحة الهية في غيبته، تناسبت مع الظروف التي احاطت به، وما زالت تحيط، مما جعل الله عزّ وجلّ فيه هذه السنة وهي الغيبة، وهي؛ اما صغرى او كبرى، كما ورد في الروايات، ونحن نشير الى ما يدل عليهما:
۱. الكافي [۱]: عن اسحاق بن عمار قال؛ قال ابو عبدالله عليه السلام: للقائم غيبتان: إحداهما قصيرة، والاخرى طويلة، الغيبة الاولى؛ لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصّة شيعته، والاخرى لايعلم بمكانه فيها إلا خاصَّة مواليه.
۲. ينابيع الموّدة [۲]: عن الحجة فيما نزل في القائم الحجة في قوله تعالى: (وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون)، عن ثابت الثمالي، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده علي بن أبي طالب- رضي الله عنهم- قال: فينا نزلت هذه الآ ية، وجعل الله الإمامة في عقب الحسين إلى يوم القيامة، وأن للقائم منا غيبتين: إحداهما أطول من الأخرى، فلا يثبت على إمامته إلا من قوي يقينه، وصحت معرفته.
۳. غيبة النعماني [۱]: عن ابراهيم بن عمر اليماني؛ قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن لصاحب هذا الأمر غيبتين، وسمعته يقول: لا يقوم القائم ولأحدٍ في عنقه بيعة.
۴. دلائل الامامة [۲]: عن ابي بصير؛ قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: كان أبوجعفر عليه السلام يقول: لقائم آل محمد غيبتان: إحداهما أطول من الاخرى؟ فقال: نعم، ولا يكون ذلك حتى يختلف سيف بني فلان، وتضيق الحلقة، ويظهر السفياني، ويشتد البلاء ويشمل الناس موتٌ وقتلٌ، يلجأون فيه الى حرم الله وحرم رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
۵. عقد الدرر [۳]: عن ابي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام انه قال: لصاحب هذا الأمر- يعني المهدي عليه السلام- غيبتان: إحداهما تطول حتى يقول بعضهم: مات، وبعضهم: قتل، وبعضهم: ذهب، ولايطلع على موضعه أحد من ولي ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره.
وفي هذا المعنى يوجد ۱۰ أحاديث. [۴] وقد اضاف، استاذنا المفدى آية الله العظمى الشيخ صافي الگلپايگاني دام ظله؛ حول هذا الموضوع بقوله:
اعلم؛ انة قد دلت الروايات الكثيرة على ان له غيبتين احداهما اطول من الاخرى، وامتدت الغيبة الصغرى إلى سنة (۳۲۹ ه-)، سنة موت أبي الحسن علي بن محمد السمري الذي ختم به النيابة الخاصّة، وانقطعت بموته السفارة، فكانت مدتها (۷۴ سنة)، على أن يكون أولها سنة ولادة الحجة عليه السلام، و (۶۹ سنة)، على أن يكون أولها سنة وفاة أبيه سنة ستين ومائتين، وفي هذه المدة كان السفراء- رضوان الله عليهم- هم الوسائط بينه وبين شيعته، ويصل إليه وكلاؤه وبعض الخواصّ من الشيعة، ويصدر منه التوقيعات إلى بعض الخواصّ، ويجي ء من ناحيته المقدسّة بتوسّط السفراء أجوبة المسائل والأحكام الشرعيّة وغيرها، والخواصّ من الشيعة يعرفون خطه الشريف.
وبعد انقضاء الغيبة القصرى وقعت الغيبة الطولى، فلا ظهور الى ان يأذن الله تعالى. [۱]
———-
[۱]: للشيخ الكليني، ج ۱، ص ۳۴۰، ح ۱۹.
[۲]: للقندوزي، ص ۴۲۷، ب ۷۱.
[۱]: لابي عبدالله محمد بن ابراهيم النعماني، ص ۱۷۱، ح ۳.
[۲]: لابي جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري: ص ۲۹۳، الى قوله عليه السلام نعم؛ والزيادة نقلت عن غيبة النعماني، ص ۱۷۲، ح ۷.
[۳]: ليوسف بن يحيى المقدّسي الشافعي، ص ۱۳۴، ب ۵.
[۴]: راجع منتخب الاثر، ج ۲، ص ۲۳۶- ۲۴۱.
[۱]: منتخب الاثر، ج ۲، ص ۴۳۹.
[غیبه المنتظر من منتخب الاثر – صفحه۶۱]