هل كان للامام الحجة عليه السلام معجزات ايضا بعد زمن ابيه اي في زمن غيبته الصغرى؟
الجواب
نعم لقد ذكر التاريخ والرواة الكثير من الروايات حول معجزاته في الغيبة الصغرى كما كان له من المعجزات زمن ابيه عليهم السلام وكما مر عليك، ونحن نشير الى بعض الموارد:
۱. الكافي [۱]: عن محمد بن علي بن شاذان النيشابوري قال: اجتمع عندي خمسمائة درهم تنقص عشرين درهما، فانفت ان ابعث بخمسمائة تنقص عشرين درهما، فوزنت من عندي عشرين درهما وبعثتها الى الاسدي، ولم اكتب مالي فيها، فورد: وصلت خمسمائة درهم لك منها عشرون درهما.
۲. كمال الدين [۲]: حدثنا محمد بن الحسن- رضي الله عنه- عن سعد بن عبدالله عن علي بن محمد الرازي المعروف بعلان الكليني قال: حدثني محمد بن جبرئيل الاهوازي عن ابراهيم ومحمد ابني الفرج عن محمد بن ابراهيم بن مهزيار؛ انه ورد العراق شاكّا مرتادا، فخرج اليه: قل للمهزياري قد فهمنا ما حكيته عن موالينا بناحيتكم، فقل لهم: اما سمعتم الله عزّ وجلّ يقول: (ياايها
الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم)، هل امر الا بما هو كائن الى يوم القيامة، اولم ترووا؛ انّ الله عزّ وجلّ جعل لكم معاقل تاوون اليها، واعلاما تهتدون بها، من لدن آدم عليه السلام الى ان ظهر الماضي [ابومحمد] صلوات الله عليه، كلما غاب علم بدا علم واذا افل نجم طلع نجم، فلما قبضه الله اليه ظننتم ان الله عزّ وجلّ قد قطع السبب بينه وبين خلقه، كلا ما كان ذلك ولايكون حتى تقوم الساعة ويظهر امر الله عزّ وجلّ وهم كارهون، يامحمد بن ابراهيم! لايدخلك الشك فيما قدمت له! فان الله عزّ وجلّ لا يخلي الارض من حجة، اليس قال لك ابوك قبل وفاته: احضر الساعة من يعيّر هذه الدنانير التي عندي فلما ابطى ء ذلك عليه وخاب الشيخ على نفسه الوحا قال لك: عيّرها على نفسك واخرج اليك كيسا كبيرا وعندك بالحضرة ثلاثة اكياس وصرّة فيها دنانير مختلفة النقد فعيّرتها، وختم الشيخ بخاتمه وقال لك اختم مع خاتمي فان اعش فانا احق بها وان امت فاتق الله في نفسك اولًا ثم في فخلّصني وكن عند ظنّي بك، اخرج رحمك الله الدنانير التي استفضلتها من بين النقدين من حسابنا وهي بضعة عشر دينارا واستردّ من قبلك؟ فانّ الزّمان اصعب ممّا كان وحسبنا الله ونعم الوكيل.
قال محمد بن ابرهيم: وقدمت العسكر زائرا، فقصدت الناحية فلقيتني امراة وقالت: انت محمد بن ابراهيم؟ فقلت: نعم، فقالت لي: انصرف فانك لا تصل في هذا الوقت وارجع الليلة فان الباب مفتوح لك فادخل الدار واقصد البيت الذي فيه السراج؟ ففعلت؛ وقصدت الباب فاذا هو مفتوح فدخلت الدار وقصدت البيت الذي وصفته، فبينا انا بين القبرين انتحب وابكي اذ سمعت صوتا وهو يقول: يا
محمد! اتق الله وتب من كل ما انت عليه! فقد قلّدت امرا عظيما.
۳. كمال الدين [۱]: حدثنا ابوجعفر محمد بن علي الاسود- رضي الله عنه- قال: سالني علي بن الحسين بن موسى بن بابويه- رضي الله عنه- بعد موت محمد بن عثمان العمري- رضي الله عنه- ان اسال؛ ابا القاسم الروحي ان يسال؛ مولانا صاحب الزمان عليه السلام ان يدعو الله عزّ وجلّ ان يرزقه ولدا ذكرا؟ قال: فسالته، فانهى ذلك ثم اخبرنى بعد ذلك بثلاثة ايام؛ انه قد دعا لعلي بن الحسين، وانه سيولد له ولد مبارك ينفع [الله به وبعده اولاده.
قال ابو جعفرمحمد بن علي الاسود- رضي الله عنه-: وسالته في امر نفسي؛ ان يدعو الله لي ان يرزقني ولدا ذكرا؟ فلم يجبني اليه! وقال: ليس الى هذا سبيل، قال: فولد لعلي بن الحسين- رضي الله عنه- محمد بن علي وبعده اولاده ولم يولد لي شى ء.
قال مصنف هذا الكتاب [الصدوق – رضي الله عنه- كان ابو جعفر محمد بن علي الاسود- رضي الله عنه- كثيرا ما يقول لي- اذا رآني اختلف الى مجلس شيخنا محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد- رضي الله عنه- وارغب في كتب العلم وحفظه-: ليس بعجب ان تكون لك هذه الرغبة في العلم وانت ولدت بدعاء الامام عليه السلام.
۴. الغيبة [۲]: حدثنا رجل صالح من اصحابنا؛ قال: خرجت سنة من السنين حاجا الى بيت الله الحرام وكانت سنة شديدة الحر كثيرة السموم، فانقطعت عن
القافلة وضللت الطريق، فغلب عليّ العطش حتى سقطت واشرفت على الموت، فسمعت صهيلا! ففتحت عيني فاذا بشاب حسن الوجه حسن الرائحة راكب على دابّة شهباء، فسقاني ماءً ابرد من الثلج واحلى من العسل، ونجاني من الهلاك، فقلت: ياسيدي من انت؟ قال: انا حجة الله على عباده، وبقية الله في ارضه، انا الذي املأ الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، انا ابن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام، ثم قال: اخفض عينيك؟ فخفضتهما، ثم قال: افتحهما؟ ففتحتهما، فرايت نفسي في قدام القافلة! ثم غاب من نظري صلوات الله عليه.
۵. الخرائج والجرائح [۱]: قال: ومنها ما روي عن ابي الحسن المسترق الضرير: كنت يوما في مجلس الحسن بن عبدالله بن حمدان ناصرالدولة فتذاكرنا امر الناحية؛ قال: كنت ازري عليها الى ان حضرت مجلس عمي الحسين يوما فاخذت اتكلم في ذلك! فقال: يابني قد كنت اقول بمقالتك هذه الى ان ندبت لولاية قم حين استصعبت على السلطان، وكان كلّ من ورد اليها من جهة السلطان يحاربه اهلها، فسلّم اليّ جيشا وخرجت نحوها، فلما بلغت الى ناحية طرز خرجت الى الصيد ففاتتني طريدة فاتبعتها واوغلت في اثرها، حتى بلغت الى نهر فسرت فيه وكلما اسير يتسع النهر فبينما انا كذلك اذ طلع عليّ فارس تحته شهباء وهو معمم بعمامة خز خضراء لا ارى منه الا عينيه وفي رجليه خفان احمران فقال لي: ياحسين! فلا هو امّرني ولا كنّاني فقلت: ماذا تريد؟ قال: لِمَ تزري على الناحية؟ ولِمَ تمنع اصحابي خمس مالك!. وكنت الرجل الوقور
الذي لا يخاف شيئا؟! فارعدت وتهيبته وقلت له: افعل ياسيدي ما تامر به، فقال: اذا مضيت الى الموضع الذي انت متوجه اليه فدخلته عفوا وكسبت ما كسبته تحمل خمسه الى مستحقه؟ فقلت: السمع والطاعة، فقال: امض راشدا؟ ولوى عنان دابته وانصرف، فلم ادر اي طريق سلك، وطلبته يمينا وشمالا فخفي عليّ امره وازددت رعبا وانكفات راجعا الى عسكري وتناسيت الحديث، فلما بلغت قم وعندي اني اريد محاربة القوم، خرج اليّ اهلها وقالوا كنا نحارب من يجيئنا بخلافهم لنا، فامّا اذا وافيت انت فلا خلاف بيننا وبينك ادخل البلدة فدّبرها كما ترى؟ فاقمت فيها زمانا و كسبت اموالا زائدة على ما كنت اقدر، ثم وشي القواد بي الى السلطان وحسدت على طول مقامي وكثرة ما اكتسبت فعزلت ورجعت الى بغداد فابتدأت بدار السلطان وسلمت عليه واتيت الى منزلي وجاءني فيمن جاءني محمد بن عثمان العمري، فتخطى الناس حتى اتكأ على تكأتي! فاغتظت من ذلك، ولم يزل قاعدا ما يبرح! والناس داخلون وخارجون، وانا ازداد غيظا فلما انصرم [الناس وخلا] المجلس دنا الي وقال: بيني وبينك سرّ فاسمعه؟ فقلت: قل؟ فقال: صاحب الشهباء والنهر؛ يقول: قد وفينا بما وعدنا؟! فذكرت الحديث وارتعت من ذلك! وقلت: السمع والطاعة، فقمت فاخذت بيده ففتحت الخزائن فلم يزل يخمسها الى ان خمس شيئا كنت قد نسيته مما كنت قد جمعته وانصرف ولم اشك بعد ذلك وتحققت الامر.
فأنا منذ سمعت هذا من عمّي ابي عبدالله زال ما كان اعترضني من شك.
ولقد ورد في بعض معجزاته عليه السلام في الغيبةالصغرى ۲۹ حديثا. [۱]
———-
[۱]: للشيخ الكليني، ج ۱، ص ۵۲۳، ح ۲۳.
[۲]: لابي جعفر الشيخ الصدوق، ج ۲، ص ۴۸۶، ب ۴۵، ح ۸.
[۱]: كالسابق، ج ۲، ص ۵۰۲، ب ۴۵، ح ۳۱.
[۲]: للشريف الحسن بن حمزة عن كفاية المهتدي (الاربعين)، ص ۱۴۰، ح ۳۶.
[۱]: لقطب الدين الراوندي، ج ۱، ص ۴۷۲، ح ۱۷.
[۱]: راجع منتخب الاثر، ج ۲، ص ۴۸۴- ۵۰۵.
[غیبه المنتظر من منتخب الاثر – صفحه۱۵۲]