هل ذكر علماء العامة؛ شيئا عن ولادة الامام الحجة عليه السلام
ام كان ذلك مقتصرا على علماء الشيعة وروّاتهم فقط؟
الجواب
لقد ذكرت كتب العامة ونقل اعيانهم- ايضا- ما يثبت ولادته عليه السلام بحيث يصبح الامر من المتواترات ومما اطبقت عليه الامة الاسلامية جمعاء، ونحن نشير الى بعضهم اختصارا للامر.
و لقد ذكرصاحب كتاب؛ (منتخب الاثر في الامام الثاني عشر) آية الله العظمى الشيخ صافي الگلپايگاني دام ظله؛ حوالى ۶۷ من علماء العامة واعيانهم ممن ذكر ولادة الامام الحجة عليه السلام ومنهم: [۱]
۱. ابن الصبّاغ المالكي المتوفي؛ (سنة ۸۵۵ ه-): قال في (الفصول المهمة): (ولد ابو القاسم محمد الحجة بن الحسن الخالص بسر من رأى ليلة النصف من شعبان سنة خمس و خمسين ومائتين للهجرة… الى ان قال: واما امه؛ فام ولد يقال لها نرجس خير امة، وقيل اسمها؛ غير ذلك).
وصرّح ايضا بنسبه، و ذكر اسماء آبائه، وجملة من حالاتهم وكلماتهم ومعجزاتهم، وبانه الامام الثاني عشر، و ذكر جملة من الاحاديث الواردة في حقه
عليه السلام.
۲. الشيخ ابن حجر الهيثمي المكي الشافعي؛ المتوفي (سنة ۹۷۴ ه-): قال؛ في (الصواعق المحرقة)، بعد ذكربعض حالات الامام ابي محمد عليه السلام: ولم يخلف غير ولده ابي القاسم محمد الحجة، وعمره عند وفاة ابيه؛ خمس سنين، لكن آتاه الله فيها الحكمة.
۳. الشيخ شمس الدين ابو المظفر يوسف بن قزاوغلي بن عبدالله؛ سبط الشيخ جمال الدين ابي الفرج ابن الجوزي؛ المتوفي سنة (۶۵۴ ه-): صاحب (التاريخ الكبير) الذي قال ابن خلكان؛ على ماحكي عنه: (رأيته بخطه في أربعين مجلدا، سماه (مرآة الزمان)، وصاحب كتاب (تذكرة الخواص) قال فيه: (فصل: هو محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، كنيته: أبوعبدالله، وأبو القاسم، وهوالخلف، الحجة، صاحب الزمان، القائم، والمنتظر، والتالي، وآخر الأئمة، أنبأنا عبدالعزيز بن البزاز عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي، اسمه كاسمي، وكنيته ككنيتي، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، فذلك هوالمهدي. وهذا حديث مشهور، وقد أخرج أبو داود والزهري عن علي بمعناه، وفيه: لولم يبق من الدهر إلا يوم واحد لبعث الله من أهل بيتي من يملأ الأرض عدلا، وذكره في روايات كثيرة، ويقال له: ذوالاسمين: محمد وأبوالقاسم، قالوا: امهام ولد يقال لها: صقيل. وقال السدي: يجتمع المهدي وعيسى بن مريم، فيجي ء وقت الصلاة فيقول المهدي لعيسى: تقدم، فيقول عيسى: أنت أولى بالصلاة، فيصلي عيسى وراءه مأموما… إلى اخر كلامه).
۴. نور الدين عبدالرحمن بن احمد بن قوام الدين الدشتي الجامي، الحنفي، الشاعر، العارف، صاحب (شرح الكافية)، فقد جعل في كتابه (شواهد النبوّة) على ما حكى عنه في (كشف الأستار) ؛ الحجة بن الحسن الإمام الثاني عشر، وذكر غرائب حالات ولادته، وبعض معاجزه، وأنه الذي يملأ الأرض عدلا وقسطا، ثم روى خبر حكيمة في الولادة، وخبر غيرها، في أنه عليه السلام لما ولد؛ جثا على ركبتيه، ورفع سبابته إلى السماء، وعطس فقال: الحمدلله رب العالمين، وخبر من دخل على أبي محمد عليه السلام وسأله عن الخلف والإمام بعده؟ فدخل الدار، ثم خرج وقد حمل طفلا كانه البدر في ليلة تمامه في سن ثلاث سنين، قال: يافلان! لولا كرامتك على الله لما أريتك هذا الولد، اسمه؛ اسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكنيته كنيته، هو الذي يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما، وخبر من دخل على أبي محمد عليه السلام وعلى طرف البيت سترمسبل على بيت فسأله: من صاحب هذا الأمر بعد هذا؟ فقال: ارفع الستر، وخبر من بعثه المعتضد… الخ.
۵. الشيخ الحافظ أبو عبدالله محمد بن يوسف بن محمد الكنجي، المتوفي سنة (۶۵۸ ه-)، صاحب كتاب (البيان في أخبار صاحب الزمان)، وكتاب (كفاية الطالب في مناقب أميرالمومنين علي بن أبي طالب) قال في الباب الثامن من الابواب التي ألحقها بأبواب الفضائل من كتاب (كفاية الطالب) بعد ذكر الأئمة من ولد أميرالمؤمنين عليه السلام: (وخلف- يعني عليا الهادي عليه السلام- من الولد أبا محمد الحسن ابنه، مولده بالمدينة في شهر ربيع الآخر من سنة اثنين وثلاثين ومائتين، وقبض يوم الجمعة لثمان ليال خلون من شهر ربيع الاول سنة ستين ومأتين، وله يومئذ ثمان وعشرون سنة، ودفن في داره بسر من رأى في البيت الذي دفن فيه أبوه، وخلف ابنه وهو الإمام المنتظر صلوات الله عليه، ونختم الكتاب بذكره مفردا).
وقال؛ في كتاب (البيان في أخبار صاحب الزمان) ؛ الباب الخامس والعشرون، في الدلالةعلى جواز بقاء المهدي عليه السلام مذ غيبته إلى الآن: (ولاامتناع في بقائه، بدليل بقاء عيسى وإلياس والخضر من أولياءالله تعالى، وبقاء الدجال وإبليس الملعونين أعداء الله تعالى… ) إلى آخر كلامه الطويل المذيّل في هذا الباب.
الى هذا المقدار نكتفي وإذا اردت المزيد فراجع المصدر المذكور. [۱]
———-
[۱]: راجع منتخب الاثر، ج ۲، ص ۳۷۱- ۳۹۳.
[۱]: منتخب الاثر، ج ۲، ص ۳۷۴- ۳۷۱.
[غیبه المنتظر من منتخب الاثر – صفحه۵۲]