لقد بينتم ان الامام الحجة عليه السلام
لقد بينتم ان الامام الحجة عليه السلام
له نواب اربعة يقومون بمقام السفارة والاتصال مع الناس فهل تؤيد الروايات ذلك؟
الجواب
توجد روايات كثيرة تذكر توكيلهم وسفارتهم ونيابتهم عن الامام الحجة عليه السلام في الغيبة الصغرى ونحن نشير الى بعض منها:
۱. غيبة الشيخ [۱]: حدث احمد بن اسحاق بن سعد القمي قال: دخلت على ابي الحسن علي بن محمد صلوات الله عليه في يوم من الايام، فقلت: ياسيدي انا اغيب واشهد ولا يتهيا لي الوصول اليك اذا شهدت في كل وقت، فقول من نقبل وامرمن نمتثل؟ فقال لي صلوات الله عليه: هذا ابو عمرو الثقه الامين ما قاله لكم فعنّي يقوله وما اداه اليكم فعني يؤديه، فلما مضى ابوالحسن عليه السلام وصلت الى ابي محمد ابنه الحسن العسكري عليه السلام ذات يوم، فقلت له عليه السلام؛ مثل قولي لابيه؟ فقال لي: هذا ابو عمرو الثقة الامين، ثقة الماضي وثقتي في المحيا والممات، فما قاله لكم فعني يقوله وما ادى اليكم فعني يؤديه.
قال ابو محمد هارون: قال ابو علي: قال ابوالعباس الحميري: فكنا كثيرا ما نتذاكر هذا القول ونتواصف جلاله محلّ ابي عمرو.
وهذه الرواية كانت في السفير الاول ابي عمرو عثمان بن سعيد العمري- رضي الله تعالى عنه-.
۲. كمال الدين [۱]: قال عبدالله بن جعفر الحميري: وخرج التوقيع الى الشيخ ابي جعفر محمد بن عثمان العمري في التعزية بابيه- رضي الله تعالى عنهما- وفي فصل من الكتاب: انا لله وانا اليه راجعون تسليما لامره ورضاءً بقضائه عاش ابوك سعيدا ومات حميدا فرحمه الله والحقه باوليائه ومواليه عليهم السلام، فلم يزل مجتهدا في امرهم ساعيا فيما يقربه الى الله عزّ وجلّ واليهمّ، نضّرالله وجهه واقاله عثرته.
وفي فصل آخر: اجزل الله لك الثواب واحسن لك العزاء رزئت ورزئنا واوحشك فراقه واوحشنا، فسره الله في منقلبه، وكان من كمال سعادته ان رزقه الله عزّ وجلّ ولدا مثلك يخلفه من بعده ويقوم مقامه بامره ويترحم عليه، واقول؛ الحمدلله فان الانفس طيبة بمكانك وما جعله الله عزّ وجلّ فيك وعندك، اعانك الله وقواك وعضدك ووفقك وكان الله لك وليا وحافظا وراعيا وكافيا ومعينا.
وهذه الرواية كانت في السفير الثاني ابي جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري- رضوان الله تعالى عليه-.
۳. البحار [۲]: عن ابي نصر هبة الله بن محمد قال: حدثني خالي ابو ابراهيم جعفربن احمد النوبختي، قال لي ابي احمد بن ابراهيم وعمي ابوجعفر عبدالله بن ابراهيم وجماعة من اهلنا- يعني بني نوبخت-: ان ابا جعفر العمري لما اشتدت
حاله، اجتمع جماعة من وجوه الشيعة منهم ابو علي بن همام وابوعبدالله بن محمد الكاتب وابوعبدالله الباقطاني وابوسهل اسماعيل بن علي النوبختي وابوعبدالله بن الوجناء وغيرهم من الوجوه والاكابر فدخلوا على ابي جعفر- رضي الله عنه- فقالوا له: ان حدث امر فمن يكون مكانك؟ فقال لهم: هذا ابو القاسم الحسين بن روح بن ابي بحر النوبختي القائم مقامي والسفير بينكم وبين صاحب الامر عليه السلام والوكيل والثقة الامين فارجعوا اليه في اموركم وعوّلوا عليه في مهماتكم فبذلك امرت وقد بلّغت.
وهذه الرواية كما ترى هي في السفير الثالث ابي القاسم الحسين بن روح النوبختي- رضوان الله تعالى عليه-.
۴. اعلام الورى [۱]: عن ابي عبدالله أحمد بن محمد الصفواني، قال اوصى الشيخ ابوالقاسم- رضي الله عنه- الى ابي الحسن علي بن محمد السمري- رضي الله عنه- فقام بما كان الى ابي القاسم فلما حضرته الوفاة حضرت الشيعة عنده وسالته عن الموكل بعده ولمن يقوم مقامه؟ فلم يظهر شيئا من ذلك وذكر انه لم يؤمر بان يوصي الى احد بعده في هذا الشان.
وهذه الرواية كما ترى؛ هي في السفير الرابع الشيخ ابي الحسن علي بن محمد السمري- رحمه الله تعالى-.
۵. كمال الدين [۲]: حدثنا ابو محمد الحسن بن احمد المكتّب، قال كنت بمدينة السلام في السنة التي توفي فيها الشيخ علي بن محمد السمري- قدس الله روحه
– فحضرته قبل وفاته بايام، فاخرج الى الناس توقيعا نسخته: بسم الله الرحمن الرحيم؛ ياعلي بن محمد السمري! اعظم الله اجر اخوانك فيك فانك ميت ما بينك وبين ستة ايام فاجمع امرك ولاتوصي الى احد يقوم مقامك بعد وفاتك فقد وقعت الغيبة الثانية [التامة- خ فلا ظهور الا بعد اذن الله عزّ وجلّ، وذلك بعد طول الامد وقسوة القلوب وامتلاء الارض جورا، وسياتي شيعتي من يدعي المشاهدة! الا فمن ادّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كاذب مفتر ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
قال: فنسخنا هذا التوقيع وخرجنا من عنده فلما كان اليوم السادس عدنا اليه وهو يجود بنفسه فقيل له: من وصيّك من بعدك؟ فقال: لله امر هو بالغه ومضى- رضي الله عنه- فهذا آخر كلام سمع منه.
وهنا فائدة علمية اشار اليها المؤلف دام ظله وهي:
هذا وربما يقال: بان هذا التوقيع بظاهره ينافي الحكايات الكثيرة المواترة القطعية التي لا يمكن احصاؤها لكثرتها وتدل على وقوع المشاهدة، وتشرف البعض بدرك فيض زيارته والتشرف بمحضره، وينافي ايضا ما اتفق الكل عليه ظاهرا حتى الصدوق ناقل هذا الخبر، وجوها ذكر الستة منها في (جنة الماوى):
منها؛ ما عن المجلسي في (البحار) وغيره وهو: ان سياق الخبر يشهد بان المراد من ادعاء المشاهدة ادعاؤها مع النيابة والسفارة وايصال الاخبار من جانبه الى الشيعة على مثال السفراء في الغيبة الصغرى وهذا الوجه قريب جدا.
ومنها: انه خبر واحد مرسل ضعيف لم يعمل به ناقله وهو الصدوق في الكتاب المذكور واعرض الاصحاب عنه فلا يعارض تلك الوقائع والقصص التي يحصل
القطع عن مجموعها بل من بعضها المتضمن لكرامات ومفاخر لا يمكن صدورها من غيره عليه السلام. [۱]
ويوجد في حالات سفرائه ونوابه في الغيبة الصغرى ۲۷ حديثا. [۲]
———-
[۱]: للشيخ الطوسي، ص ۳۵۴، ح ۳۱۵.
[۱]: لابي جعفر الشيخ الصدوق، ج ۲، ص ۵۱۰، ب ۴۵، ح ۴۱.
[۲]: للعلامة المجلسي، ج ۵۱، ص ۳۵۵، ب ۱۶، ح ۶.
[۱]: لأمين الاسلام ابي علي الطبرسي، ص ۴۱۷، ب ۳، ف ۱.
[۲]: لأبي جعفر الشيخ الصدوق، ج ۲، ص ۵۱۶، ب ۴۵، ح ۴۴.
[۱]: منتخب الاثر، ج ۲، حاشيه ص ۵۲۰.
[۲]: راجع منتخب الاثر، ج ۲، ص ۵۰۶- ۵۲۱.
[غیبه المنتظر من منتخب الاثر – صفحه۱۶۱]