ما اثبتموه؛ هو ان جماعة كثيرة رأت الامام الحجة عليه السلام
في غيبته الكبرى، فهل كان له معجزات ايضا في الغيبة الكبرى، كما كان له عليه السلام في غيبته الصغرى؟
الجواب
لقد نقل الكثير من معجزاته عليه السلام، ونحن نشير الى خمس منها:
۱. كشف الغمة [۱]: انما اذكر من ذلك قصّتين، قرب عهدهما من زماني وحدثني بهما جماعة من ثقات اخواني:
كان في البلاد الحليّة، شخص يقال له؛ اسماعيل بن الحسن الهرقلي، من قرية يقال لها؛ هرقل، مات في زماني وما رايته حكى لي ولده شمس الدين، قال: حكى لي والدي: انه خرج فيه- وهو شابّ- على فخذه الايسر توثة مقدار قبضة الانسان وكانت في كل ربيع تشقق ويخرج منها دم وقيح ويقطعه المها عن كثير من اشغاله، وكان مقيما بهرقل، فحضر الحلة يوما ودخل الى مجلس السعيد رضي الدين علي بن طاووس- رحمه الله- وشكا اليه ما يجده منها وقال اريد ان اداويها؟ فاحضر له اطباء الحلة واراهم الموضع، فقالوا: هذه التوثة فوق العرق الاكحل وعلاجها خطر ومتى قطعت خيف ان ينقطع العرق فيموت! فقال له
السعيد رضي الدين- قدس روحه-: انا متوجه الى بغداد وربما كان اطباؤها اعرف واحذق من هؤلاء، فاصحبني؟ فاصعد معه واحضر الاطباء، فقالوا؛ كما قال اولئك، فضاق صدره، فقال له السعيد: ان الشرع قد فسح لك في الصلاة في هذه الثياب وعليك الاجتهاد في الاحتراس ولا تغرّر بنفسك فالله تعالى قد نهى عن ذلك ورسوله، فقال له والدي: اذا كان الامر على ذلك وقد وصلت الى بغداد فاتوجه الى زيارة المشهد الشريف بسر من راى على مشرفه السلام ثم انحدر الى اهلي، فحسّن له ذلك، فترك ثيابه ونفقته عند السعيد رضي الدين وتوجه، قال: فلما دخلت المشهد وزرت الائمة عليهم السلام نزلت السرداب واستغثت بالله تعالى وبالامام عليه السلام وقضيت بعض الليل في السرداب وبت في المشهد الى الخميس، ثم مضيت الى دجلة واغتسلت ولبست ثوبا نظيفا وملات ابريقا كان معي وصعدت اريد المشهد، فرايت اربعة فرسان خارجين من باب السور وكان حول المشهد قوم من الشرفاء يرعون اغنامهم فحسبتهم منهم، فالتقينا فرايت شابين احدهما عبد مخطوط، وكل واحد منهم متقلد بسيف وشيخا منقبا، بيده رمح، والآخر متقلد بسيف وعليه فرجيّة ملوّنة فوق السيف وهو متحنك بعذبته، فوقف الشيخ صاحب الرمح يمين الطريق ووضع كعب الرمح في الارض، ووقف الشابان عن يسار الطريق، وبقي صاحب الفرجية على الطريق مقابل والدي، ثم سلموا عليه؟ فرد عليهم السلام، فقال له صاحب الفرجية: انت غدا تروح الى اهلك؟! فقال: نعم، فقال له: تقدم حتى ابصر ما يوجعك؟ قال: فكرهت ملامستهم وقلت في نفسي اهل البادية ما يكادون يحترزون من النجاسة وانا قد خرجت من الماء وقميصي مبلول، ثم اني بعد ذلك تقدمت اليه فلزمني بيده
ومدّني اليه وجعل يلمس جانبي من كتفي الى ان اصابت يده التوثة فعصرها بيده فاوجعني، ثم استوى في سرجه كما كان، فقال لي الشيخ: افلحت يا اسماعيل! فعجبت من معرفته باسمي، فقلت: افلحنا وافلحتم ان شاءالله، قال: فقال لي الشيخ: هذا هو الامام! قال: فتقدمت اليه فا حتضنته وقبلت فخذه.
ثم انه ساق وانا امشي معه محتضنه، فقال: ارجع؟ فقلت: لا افارقك ابدا! فقال: المصلحة رجوعك، فاعدت عليه؛ مثل القول الاول، فقال الشيخ: يا اسماعيل! ما تستحيي؟ يقول لك الامام مرتين؛ ارجع وتخالفه؟! فجبهني بهذا القول، فوقفت، فتقدم خطوات والتفت اليّ، وقال: اذا وصلت بغداد فلابد ان يطلبك ابو جعفر- يعني الخليفة المستنصر- فاذا حضرت عنده واعطاك شيئا فلا تاخذه، وقل لولدنا الرضي؛ ليكتب لك الى علي بن عوض، فانني اوصيه يعطيك الذي تريد، ثم سار واصحابه معه فلم ازل قائما ابصرهم الى ان غابوا عني وحصل عندي اسف لمفارقته، فقعدت الى الارض ساعة ثم مشيت الى المشهد فاجتمع القوّام حولي، وقالوا نرى وجهك متغيرا اوجعك شى ء؟ قلت: لا، قالوا: اخاصمك احد؟ قلت: لا، ليس عندي مما تقولون خبر، لكن اسالكم هل عرفتم الفرسان الذين كانوا عندكم؟ فقالوا: هم من الشرفاء ارباب الغنم؟! فقلت: لا، بل هوالامام عليه السلام!، فقالوا: الامام هوالشيخ او صاحب الفرجية؟ فقلت: هو صاحب الفرجية، فقالوا: اريته المرض الذي فيك؟ فقلت: هو قبضه بيده واوجعني! ثم كشفت رجلي فلم ار لذلك المرض اثرا، فتداخلني الشك من الدهش فاخرجت رجلي الاخرى فلم ار شيئا، فانطبق الناس عليّ ومزقوا قميصي فادخلني القوام خزانة ومنعوا الناس عني، وكان ناظر بين النهرين، بالمشهد فسمع الضجة، وسال
عن الخبر؟ فعرّفوه، فجاء الى الخزانة، وسالني عن اسمي وسالني منذ كم خرجت من بغداد؟ فعرّفته؛ اني خرجت في اول الاسبوع، فمشى عني، وبت في المشهد وصليت الصبح وخرجت، وخرج الناس معي الى ان بعدت عن المشهد، ورجعوا عني، ووصلت الى اوانا، فبت بها، وبكرت منها اريد بغداد، فرايت الناس مزدحمين على القنطرة العتيقة يسالون من ورد عليهم عن اسمه ونسبه واين كان؟ فسالوني؛ عن اسمي ومن اين جئت؟ فعرّفتهم، فاجتمعوا عليّ ومزقوا ثيابي، ولم يبق لي في روحي حكم، وكان ناظر بين النهرين كتب الى بغداد وعرّفهم الحال ثم حملوني الى بغداد وازدحم الناس عليّ وكادوا يقتلونني من كثرة الزحام وكان الوزير القمي- رحمه الله تعالى- قد طلب السعيد رضي الدين- رحمه الله- وتقدّم ان يعرّفه صحة هذا الخبر؟
قال: فخرج رضي الدين ومعه جماعة فوافينا باب النوبي، فرد اصحابه الناس عني، فلما رآني، قال: اعنك يقولون؟ قلت: نعم، فنزل عن دابته وكشف عن فخذي فلم يرشيئا، فغشي عليه ساعة! واخذ بيدي وادخلني على الوزير وهو يبكي! ويقول: يامولانا هذا اخي واقرب الناس الى قلبي! فسالني الوزير؛ عن القصة؟ فحكيت له؛ فاحضر الاطباء الذين اشرفوا عليها وامرهم بمداواتها؟ فقالوا: ما دواءها الا القطع بالحديد ومتى قطعها مات، فقال لهم الوزير: فبتقدير ان تقطع ولا يموت في كم تبرا؟ فقالوا: في شهرين وتبقى في مكانها حفيرة بيضاء لاينبت فيها شعر، فسالهم الوزير: متى رايتموه؟ قالوا: منذ عشرة ايام، فكشف الوزير عن الفخذ الذي كان فيه الالم، وهي مثل اختها، ليس فيها اثر اصلا! فصاح احد الحكماء: هذا عمل المسيح! فقال الوزير: حيث لم يكن عملكم، فنحن نعرف من عملها.
ثم انه احضر عند الخليفة المستنصر، فساله عن القصة؟ فعرفه بها، كما جرى، فتقدم له بالف دينار، فلما حضرت، قال: خذ هذه فانفقها؟ فقال: ما اجسر آخذ منه حبة واحدة! فقال الخليفة: ممن تخاف؟ فقال: من الذي فعل معي هذا؛ قال: لا تاخذ من ابي جعفر شيئا، فبكى الخليفة وتكدر وخرج من عنده ولم ياخذ شيئا.
قال افقر عبادالله تعالى الى رحمته؛ علي بن عيسى- عفا الله عنه-: كنت في بعض الايام احكي هذه القصة لجماعة عندي وكان هذا شمس الدين محمد ولده عندي وانا لا اعرفه فلما انقضت الحكاية، قال: انا ولده لصلبه! فعجبت من هذا الاتفاق، وقلت: هل رايت فخذه وهي مريضة؟ فقال: لا لاني اصبو عن ذلك، ولكني رايتها بعد ما صلحت، ولا اثر فيها وقد نبت في موضعها شعر، وسالت صفي الدين محمد بن محمد بن بشر العلوي الموسوي ونجم الدين حيدر بن الايسر- رحمهما الله تعالى- وكانا من اعيان الناس وسراتهم وذوي الهيئات منهم، وكانا صديقين لي وعزيزين عندي؟ فاخبرآني بصحة هذه القصة، وانهما راياها في حال مرضها وحال صحتها، وحكى لي ولده هذا: انه كان بعد ذلك شديد الحزن لفراقه عليه السلام حتى انه جاء الى بغداد واقام بها في فصل الشتاء وكان كل ايامه يزور سامراء ويعود الى بغداد فزارها في تلك السنة اربعين مرة طمعا ان يعود له الوقت الذي مضى، اويقضي له الحظ بما قضى، ومن الذي اعطاه دهره الرضا، او ساعده بمطالبه صرف القضاء، فمات- رحمه الله- بحسرته، وانتقل الى الاخرة بغصته، والله يتولاه وايانا برحمته بمنه وكرامته.
وحكى لي السيد باقي بن عطوة العلوي الحسيني: ان اباه عطوة كان به ادرة
وكان زيدي المذهب وكان ينكر على بنيه الميل الى مذهب الامامية، ويقول: لا اصدقكم ولا اقول بمذهبكم، حتى يجي ء صاحبكم- يعني المهدي- فيبرأني من هذا المرض! وتكرر هذا القول منه، فبينا نحن مجتمعون عند وقت عشاء الآخرة، اذا ابونا يصيح ويستغيث بنا!؟ فاتيناه سراعا، فقال: الحقوا صاحبكم، فالساعة خرج من عندي؟ فخرجنا، فلم نر احدا، فعدنا اليه وسالناه؟ فقال: انه دخل اليّ شخص، وقال: يا عطوة!؟ فقلت: من انت؟ فقال: انا صاحب بنيك، قد جئت لا برئك مما بك! ثم مد يده فعصر قروتي ومشى! ومددت يدي فلم ارلها اثرا، قال لي ولده: وبقي مثل الغزال ليس به قَلبة، واشتهرت هذه القصة، وسالت عنها غير ابنه؟ فاخبرعنها فاقر بها.
والاخبار عنه عليه السلام في هذا الباب كثيرة، وانه رآه جماعة قد انقطعوا في طرق الحجاز وغيرها فخلصهم واوصلهم الى حيث ارادوا، ولولا التطويل لذكرت منها جملة، ولكن هذا القدر الذي قرب عهده من زماني كاف.
۲. تنبيه الخواطر [۱]: حدثني السيد الاجل الشريف ابو الحسن علي بن ابراهيم العريضي العلوي الحسيني، قال؛ حدثني علي بن نما، قال؛ حدثني ابومحمد الحسن بن علي بن حمزة الاقساني، في دار الشريف علي بن جعفر بن علي المدايني العلوي، قال: كان بالكوفة شيخ قصّار، وكان موسوما بالزهد، منخرطا في سلك السياحة، متبتلا للعبادة مقتفيا للآثار الصالحة، فاتفق يوما انني كنت بمجلس والدي وكان هذا الشيخ يحدثه وهومقبل عليه، قال: كنت ذات ليلة
بمسجد جعفي، وهو مسجد قديم، وقد انتصف الليل وانا بمفردي فيه للخلوة والعبادة، فاذا اقبل عليّ ثلاثة اشخاص فدخلوا المسجد فلما توسطوا صرحته جلس احدهم ثم مسح الارض بيده يمنة ويسرة فحصحص الماء ونبع! فاسبغ الوضوء منه، ثم اشار الى الشخصين الاخرين باسباغ الوضوء؟ فتوضئا؛ ثم تقدم فصلى بهما اماما، فصليت معهم مؤتما به فلما سلم وقضى صلاته بهرني حاله واستعظمت فعله من انباع الماء! فسالت الشخص الذي كان منهما الى يميني: عن الرجل، فقلت له من هذا؟ فقال لي: هذا صاحب الامر ولد الحسن عليه السلام! فدنوت منه وقبلت يديه، وقلت له: يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله، ما تقول؛ في الشريف عمر بن حمزة هل هو على الحق؟ فقال: لا وربما اهتدى الا انه ما يموت حتى يراني! فاستطرفنا هذا الحديث فمضت برهة طويلة، فتوفي الشريف عمر ولم يشع انه لقيه، فلما اجتمعت بالشيخ الزاهد ابن نادية؛ اذكرته بالحكاية التي كان ذكرها، وقلت له مثل الراد عليه: اليس كنت ذكرت ان هذا الشريف عمر لايموت حتى يرى صاحب الامر الذي اشرت اليه؟! فقال لي: ومن اين لك انه لم يره؟ ثم انني اجتمعت فيما بعد بالشريف ابي المناقب ولد الشريف عمر بن حمزة وتفاوضنا احاديث والده، فقال: انا كنا ذات ليلة في آخر الليل عند والدي وهو في مرضه الذي مات فيه، وقد سقطت قوته وخفت صوته والابواب مغلقة علينا، اذ دخل علينا شخص هبناه واستطرفنا دخوله وذهلنا عن سؤاله! فجلس الى جنب والدي وجعل؛ يحدثه مليا، ووالدي؛ يبكي، ثم نهض، فلما غاب عن اعيننا تحامل والدي وقال اجلسوني؟ فاجلسناه، وفتح عينيه، وقال: اين الشخص الذي كان عندي؟ فقلنا: خرج من حيث اتى، فقال: اطلبوه؟ فذهبنا في اثره،
فوجدنا الابواب مغلقة! ولم نجد له اثرا، فعدنا اليه، فاخبرناه بحاله، وانا لم نجده، ثم انا سالناه عنه؟ فقال: هذا صاحب الامر، ثم عاد الى ثقله في المرض واغمي عليه، تم الحديث.
۳. السلطان المفرج عن اهل الايمان [۱]: و من ذلك؛ بتاريخ صفر لسنة سبعمائة وتسع وخمسين، حكى لي المولى الاجل الامجد العالم الفاضل القدوة الكامل المحقق المدقق مجمع الفضائل ومرجع الافاضل افتخار العلماء في العالمين كمال الملة والدين عبد الرحمان بن العمّاني، وكتب بخطه الكريم عندي ما صورته:
قال؛ العبد الفقير الى رحمه الله تعالى عبدالرحمان ابراهيم القبائقي: اني كنت اسمع في الحلة السيفية- حماها الله تعالى-؛ ان المولى الكبير المعظم جمال الدين ابن الشيخ الاجل الاوحد الفقيه القارى ء نجم الدين جعفر بن الزهدري، كان به فالج فعالجته جدته لابيه بعد موت ابيه بكل علاج للفالج، فلم يبرا فاشار عليها بعض الاطباء ببغداد فاحضرتهم فعالجوه زمانا طويلا فلم يبرا وقيل لها: الا تبيتينه تحت القبة الشريفة بالحلة المعروفة بمقام صاحب الزمان عليه السلام لعل الله تعالى يعافيه ويبرئه؟ ففعلت وبيتته تحتها، وان صاحب الزمان عليه السلام اقامه وازال عنه الفالج.
ثم بعد ذلك حصل بيني وبينه صحبة حتى كنا لم نكد نفترق، وكان له دار المعشرة يجتمع فيها وجوه اهل الحلة وشبابهم واولاد الاماثل منهم فاستحكيته عن الحكاية؟ فقال لي: اني كنت مفلوجا وعجز الاطباء وحكى لي ما كنت
اسمعه مستفاضا في الحلة من قضيته وان الحجة صاحب الزمان عليه السلام قال لي وقد اباتتني جدتي تحت القبة: قم؟ فقلت: ياسيدي؛ لا اقدر على القيام منذ سنتي! فقال: قم باذن الله تعالى؟ واعانني على القيام، فقمت، وزال عني الفالج، وانطبق عليّ الناس حتى كادوا يقتلونني واخذوا ما كان عليّ من الثياب تقطيعا وتنتيفا يتبركون فيها وكساني الناس من ثيابهم، ورحت الى البيت وليس بي اثر الفالج وبعثت الى الناس ثيابهم، وكنت اسمعه يحكي ذلك للناس ولمن يستحكيه مرار حتى مات رحمه الله.
۴. قبس المصباح [۱]: اخبرنا الشيخ الصدوق ابو الحسن احمد بن علي بن احمد النجاشي الصيرفي المعروف بابن الكوفي ببغداد، في اخر شهر ربيع الاول سنة اثنين واربعين واربعمائة، وكان شيخا بهيا ثقة صدوق اللسان عند الموافق والمخالف- رضي الله عنه وارضاه- قال؛ اخبرني الحسن بن محمد بن جعفر التميمي، قراءة عليه، قال؛ حكى لي ابوالوفاء الشيرازي، وكان صديقا: انه قبض عليّ ابوعلي الياس صاحب كرمان، فقيّدني، وكان الموكلون بي يقولون انه قد هم فيك بمكروه، فقلقت من ذلك، وجعلت اناجي الله تعالى بالنبي والائمة عليهم السلام، ولما كانت ليلة الجمعة فرغت من صلواتي ونمت، فرايت النبي صلى الله عليه وآله، في نومي، وهويقول: لا تتوسل بي ولا بابنتي ولا ابني لشى ء من اغراض الدنيا الا لما تبتغيه من طاعة الله ورضوانه؟ فاما ابوالحسن اخي فانه ينتقم لك ممن ظلمك! قال: فقلت؛ يارسول الله كيف ينتقم ممن ظلمني وقد لبب
في حبل فلم ينتقم! وغصب على حقه فلم يتكلم؟ قال؛ فنظر اليّ عليه السلام كالمتعجب، وقال: ذلك عهد عهدته اليه وامر امرته به، فلما يجز له الا القيام به، وقد ادى الحق فيه الا ان الويل لمن تعرض لولي الله، واما علي بن الحسين فللنجاة من السلاطين ونفث الشياطين، واما محمد بن علي وجعفر بن محمد عليهما السلام؛ فللآخرة، وما تبتغيه من طاعة الله عزّ وجلّ، واما موسى بن جعفر عليهما السلام؛ فالتمس به العافية من الله عزّوجلّ، واما علي بن موسى عليهما السلام؛ فاطلب به السلام في البراري والبحار، واما محمد بن علي؛ فاستنزل به الرزق من الله تعالى، واما علي بن محمد عليهما السلام؛ فللنوافل وبر الاخوان وما تبتغيه من طاعة الله تعالى، واما الحسن بن علي عليهما السلام؛ فللآخرة، واما صاحب الزمان؛ فاذا بلغ منك السيف، ووضع يده على حلقه، فاستعن به فانه يعينك؟ فناديت في نومي: ياصاحب الزمان ادركني فقد بلغ مجهودي!؟ قال ابو الوفاء: انتبهت من نومي والموكلون ياخذون قيودي.
۵. كشف الاستار [۱]: قد ظهر في هذه الايام كرامة باهرة من المهدي عليه السلام في متعلقات اجزاء الدولة العلية العثمانية المقيمين في المشهد الشريف الغروي وصارت في الظهور والشيوع كالشمس في رابعة النهار ونحن نتبرك بذكرها بالسند الصحيح العالي؛ حدث جناب الفاضل الرشيد السيد محمد سعيد افندي الخطيب فيما كتبه بخطه: كرامة لآل الرسول عليه وعليهم الصلاة والسلام، ينبغي بيانها لاخواننا اهل الاسلام، وهي؛ ان امرأة اسمها ملكة بنت عبدالرحمان زوجة
ملا امين المعاون لنا في المكتب الحميدي الكائن في النجف الاشرف، ففي الليلة الثانية من شهر ربيع الاول من هذه السنة- اي سنة (۱۳۱۷ ه-) – ليلة الثلاثاء، صار معها صداع شديد، فلما اصبح الصباح، فقدت ضياء عينيها فلم تر شيئا قط، فاخبروني بذلك، فقلت لزوجها المذكور: اذهب بها ليلا الى روضة حضرة المرتضى- عليه من الله تعالى الرضا- لتستشفع به وتجعله واسطة بينها وبين الله، لعل الله سبحانه وتعالى ان يشفيها؟ فلم تذهب في تلك الليلة يعني ليلة الاربعاء لانزعاجها مما هي فيه، فنامت بعض تلك الليلة فرأت في منامها؛ ان زوجها المذكور وامرأة اسمها زينب كأنهما مضيا معها لزيارة امير المؤمنين عليه السلام فكأنهم رأوا في طريقهم مسجدا عظيما مشحونا من الجماعة فدخلوا فيه لينظروه فسمعت المصابة رجلا يقول من بين الجماعة: لا تخافي ايتها المرأة التي فقدت عينيها! ان شاء الله تشفيان، فقالت: من انت بارك الله فيك؟ فاجابها: انا المهدي! فاستيقظت فرحانة فلما صار الصباح يعني يوم الاربعاء ذهبت ومعها نساء كثيرات الى مقام سيدنا المهدي خارج البلد فدخلت وحدها واخذت بالبكاء والعويل والتضرع فغشي عليها من ذلك فرأت في غشيتها رجلين جليلين الاكبر منهما متقدم والآخرشاب خلفه فخاطبها الاكبر؛ بان لا تخافي! فقالت: له من انت؟ قال: انا علي بن ابي طالب، وهذا الذي خلفي ولدي المهدي- رضي الله تعالى عنهما- ثم امر الاكبر- المشار اليه- امرأة هناك، وقال قومي يا خديجة وامسحي على عيني هذه المسكينة؟ فجاءت ومسحت عليهما، فانتبهت وانا ارى وانظر احسن من الاول! والنساء يهلهلن فوق رأسي، فجاءت النساء بها بالصلوات والفرح وذهبن بها الى زيارة حضرة المرتضى- كرم الله تعالى وجهه-
وعيناها الآن لله الحمد احسن من الاول.
وما ذكرناه لمن اشرنا اليهما قليل، اذ يقع اكبر منه لخدامّهما من الصالحين، بإذن المولى الجليل، فكيف باعيان آل سيد المرسلين- عليه و عليهم الصلاة والسلام الى يوم الدين- اماتنا الله على حبهم آمين آمين.
هذا ما اطلع عليه الحقير الخطيب والمدرس في النجف الاشرف السيد محمد سعيد، انتهى.
وفي معجزاته في الغيبة الكبرى يوجد ۱۵ حديثا. [۱]
ثم نذكر هذه الفائدة العلمية لمؤلف كتاب؛ (منتخب الاثر) دام ظله الشريف:
اقول: قد ذكر في (البحار) حكايات كثيرة جدا في ذلك والمحدث الجليل الشيخ الحر في (اثبات الهداة) ج ۷، وهكذا ذكر؛ المحدث النوري في (دار السلام) و (جنة الماوى) و (النجم الثاقب)، والفاضل الميثمي العراقي في (دار السلام)، وغيرهم من المحدثين والعلماء: معجزات كثيرة تتجاوز عن حد التواتر قطعا، واسناد كثير منها في غاية الصحة والمتانة رواها الزهاد والاتقياء من العلماء، هذا مع ما نرى في كل يوم وليلة من بركات وجوده وثمرات التوسل والاستشفاع به مما جربناه مرارا، جعلنا الله تعالى من انصاره وشيعته والمجاهدين بين يديه بحق محمد وآله الطاهرين، صلوات الله عليهم اجمعين. [۲]
———-
[۱]: لابي الفتح علي الأربلي، ج ۲، ص ۴۹۳.
[۱]: للشيخ ورّام المالكي، ج ۲، ص ۳۰۳.
[۱]: للسيد بهاء الدين عبد الكريم النيلي النجفي نقلا عن البحار، ج ۵۲، ح ۵۵.
[۱]: للشيخ الصهرشتي عن الكلم الطيب، ص ۶۳.
[۱]: للمحدّث النوري، ص ۲۰۶.
[۱]: راجع منتخب الاثر، ج ۲، ص ۵۴۶- ۵۲۵.
[۲]: حاشيه منتخب الاثر، ج ۲، ص ۵۴۳
[غیبه المنتظر من منتخب الاثر – صفحه۱۹۳]