هل تذكرون لنا بعض الروايات التي اشارت الى علّة غيبتة عليه السلام؟

الجواب
لقد وردت تسع روايات في بيان علة غيبته عليه السلام، و الحكمة منها، ونحن نشير الى خمس منها:
۱. كمال الدين [۱]: عن عبدالله بن الفضل الهاشمي قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد عليه السلام يقول: ان لصاحب هذا الامر غيبة لا بد منها يرتاب فيها كلّ مبطل. فقلت ولِمَ جعلت فداك؟ قال لامر لم يؤذن لنا في كشفه لكم. قلت: فما وجه الحكمة في غيبته؟ قال: وجه الحكمة في غيبته؛ وجه الحكمة في غيبة من تقدّمه من حجج الله تعالى ذكره، ان وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف الا بعد ظهوره كما لم ينكشف وجه الحكمة فيما آتاه الخضر عليه السلام من خرق السفينة وقتل الغلام واقامة الجدار لموسى عليه السلام الا وقت افتراقهما، يا ابن الفضل! ان هذا الامر امر من [امر] الله تعالى، وسرّ من سرِّ الله، وغيب من غيب الله، ومتى علمنا انه عزّ وجلّ حكيم، صدّقنا بان افعاله كلها حكمة وان كان وجهها غير منكشف.
۲. الخرائج والجرائح [۱]: عن اسحق بن يعقوب عن صاحب الزمان صلوات الله عليه، في آخر التوقيع الوارد في جواب كتابه الذي سأل محمد بن عثمان العمري ان يوصل اليه عجّل الله فرجه: امّا علة ما وقع من الغيبة؛ فان الله عزّ وجلّ يقول: (يا ايها الذين آمنوا لا تسئلوا عن اشياء ان تبد لكم تسؤكم)، انه لم يكن لاحد من آبائي عليهم السلام الا وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه، واني اخرج حين اخرج ولا بيعة لاحد من الطواغيت في عنقي، واما وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس اذا غيبها عن الابصار السحاب، واني لامان لاهل الارض كما ان النجوم امان لاهل السماء، فاغلقوا باب السؤال عما لايعنيكم ولا تكلفوا علم ما قد كفيتم واكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فان ذلك فرجكم، والسلام عليك يا اسحاق بن يعقوب وعلى من اتبع الهدى.
۳. عيون اخبار الرضا [۲]: عن ابي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام قال: كأنني بالشيعة عند فقدهم الثالث من ولدي كالنعم يطلبون المرعى فلا يجدونه، قلت: ولِمَ ذلك يا ابن رسول الله؟ قال لان امامهم يغيب عنهم. فقلت ولِمَ؟ قال لئلا يكون في عنقه لاحد بيعة إذ قام بالسيف.
۴. كتاب الغيبة [۳]: عن زرارة؛ قال عليه السلام: ان للقائم غيبة قبل ظهوره، قلت ولم؟ قال يخاف القتل. [۴]
۵. البحار [۱]: عن محمد بن مسلم الثقفي؛ قال: سمعت ابا جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام يقول: القائم منا منصور بالرعب مؤيد بالنصر تطوى له الارض وتظهر له الكنوز، يبلغ سلطانه المشرق والمغرب، ويظهر الله عزّ وجلّ به دينه على الدين كله ولو كره المشركون، فلا يبقى في الارض خراب الا قد عمّر، وينزل روح الله عيسى بن مريم عليه السلام فيصلي خلفه. قال؛ قلت: يا ابن رسول الله متى يخرج قائمكم؟ قال إذا تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء، وركب ذوات الفروج السروج، وقبلت شهادات الزور، وردّت شهادات العدول، واستخفّ الناس بالدماء، وارتكاب الزنا واكل الربا، واتقي الاشرار مخافة السنتهم، وخروج السفياني من الشام، واليماني من اليمن، وخسف بالبيداء، وقتل غلام من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم بين الركن والمقام اسمه محمد بن الحسن النفس الزكية، وجاءت صيحة من السماء بأن الحق فيه وفي شيعته فعند ذلك خروج قائمنا، فإذا خرج اسند ظهره الى الكعبة واجتمع اليه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا واول ما ينطق به هذه الآية: (بقية الله خير لكم ان كنتم مؤمنين)، ثم يقول: انا بقية الله في ارضه وخليفته وحجته عليكم. فلا يسلم عليه مسلم؛ الا قال: السلام عليك يا بقية الله في ارضه؟ فإذا اجتمع اليه العقد؛ وهو عشرة آلاف رجل، خرج فلا يبقى في الارض معبود من دون الله عزّ وجلّ من صنم ووثن وغيره الا وقعت فيه نار فاحترق، وذلك بعد غيبة طويلة ليعلم الله من يطيعه بالغيب ويؤمن به. [۲]
———-
[۱]: لابي جعفر الشيخ الصدوق، ج ۲، ص ۴۸۱، ب ۱۱، ح ۴۴.
[۱]: لقطب الدين الراوندي، ج ۳، ص ۱۱۷، ح ۳.
[۲]: لابي جعفر الشيخ الصدوق، ج ۱، ص ۲۷۳، ب ۲۸، ح ۶.
[۳]: للشيخ الطوسي، ص ۳۳۲، ح ۲۷۴.

[۴]: راجع منتخب الاثر، ج ۲، ص ۲۶۱- ۲۶۶.
[۱]: للعلامة المجلسي، ج ۵۲ ص ۱۹۱، ب ۲۵، ح ۲۴.
[۲]: منتخب الاثر، ج ۲، ص ۳۰۰.
[غیبه المنتظر من منتخب الاثر – صفحه۸۴]

Share your thoughts