هل لكم ان تذكروا شيئا عن حالات سفراء الامام الحجة عليه السلام

وبعض من معجزاتهم التي ظهرت منهم زمن الغيبة الصغرى؟
الجواب
تعتبر معجزات السفراء من الامور المهمة التي تثبت قلوب الشيعة في زمن الغيبة الصغرى، وكان لهذه المعجزات رواج بين اوساط الشيعة، فظهرت منهم الكرامات والاخبار عن المغيبات من جهة الامام الحجة عليه السلام.
ونحن نذكر في هذا المختصر بعض من حالاتهم ومعجزاتهم رضوان الله تعالى عليهم:
۱. الكافي [۱]: عن عبدالله بن جعفر الحميري، قال: اجتمعت انا والشيخ ابو عمرو- رحمه الله- عند احمد بن اسحاق، فغمزني احمد بن اسحاق ان اسأله عن الخلف؟ فقلت له: يا ابا عمرو! اني اريد ان اسألك عن شي ء وما انا بشاك فيما اريد ان اسألك عنه! فان اعتقادي وديني؛ ان الارض لا تخلو من حجة الا اذا كان قبل يوم القيامة باربعين يوما فإذا كان ذلك رُفعت الحجة واغلق باب التوبة فلم يك ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا، فاولئك اشرار من خلق الله عزّ وجلّ، وهم الذين تقوم عليهم القيامة، ولكني
احببت ان ازداد يقينا، وان ابراهيم عليه السلام سال ربه عزّ وجلّ، ان يريه كيف يحيي الموتى؟ قال: اولم تؤمن! قال: بلى ولكن ليطمئن قلبي، وقد اخبرني ابو علي احمد بن اسحاق عن ابي الحسن عليه السلام قال: سألته وقلت: من اعامل او عمّن آخذ، وقول من اقبل؟ فقال له: العمري ثقتي، فما ادى اليك عنّي فعنّي يؤدّي وما قال لك فعني يقول فاسمع له واطع فانه الثقة المأمون، واخبرني ابو علي؛ انه سأل ابا محمد عليه السلام: عن مثل ذلك؟ فقال له: العمري وابنه ثقتان فما ادّيا اليك عنّي فعنّي يؤدّيان، وما قالا لك فعنّي يقولان، فاسمع لهما واطعهما فانهما الثقتان المأمونان، فهذا قول امامين قد مضيا فيك؟ قال: فخرّ ابوعمرو ساجدا وبكى، ثم قال: سل حاجتك؟ فقلت له: انت رأيت الخلف من بعد ابي محمد عليه السلام؟ فقال: اي والله ورقبته مثل ذا- واومأ بيده- فقلت له: فبقيت واحدة! فقال لي: هات، قلت: فالاسم؟ قال: محرّم عليكم ان تسألوا عن ذلك، ولا اقول هذا من عندي فليس لي ان احلل ولا احرم ولكن عنه عليه السلام فان الامر عند السلطان؛ انّ ابا محمّد مضى ولم يخلف ولدا، وقسّم ميراثه واخذه من لا حقّ له فيه، وهو ذا عياله يجولون ليس احد يجسر أن يتعرّف اليهم، او ينيلهم شيئا، واذا وقع الاسم وقع الطلب فاتّقوا الله وامسكواعن ذلك.
۲. كمال الدين [۱]: وحدثنا ابو جعفر محمد بن علي الاسود- رضي الله عنه- ان ابا جعفر العمري- قدس سره- حفر لنفسه قبرا وسواه بالساج فسألته عن ذلك؟ فقال للناس اسباب! ثم سألته بعد ذلك؟ فقال: قد امرت ان اجمع امري! فمات
بعد ذلك بشهرين- رضي الله عنه-.
۳. الخرائج والجرائح [۱]: قال جعفر بن محمد بن متيل: دعاني ابو جعفر محمد بن عثمان السمّان المعروف بالعمري- رضي الله عنه- فاخرج اليّ ثويبات معلمة وصرّة فيها دراهم فقال لي: يحتاج ان تصير [تسير- ظ] بنفسك الى واسط في هذا الوقت وتدفع ما دفعت اليك الى اول رجل يلقاك عند صعودك من المركب الى الشطّ بواسط؟ قال: فتداخلني من ذلك غمّ شديد، وقلت: مثلي يُرسل في هذا الامر ويحمل هذا الشي ء الوتح (القليل من كل شئ)، قال: فخرجت الى واسط وصعدت من المركب، فأول رجل يلقاني سألته عن الحسن بن محمد بن قطاة الصيدلاني وكيل الوقف بواسط؟ فقال: انا هو من انت؟ فقلت: انا جعفر بن محمد بن متيل! قال: فعرفني باسمي وسلم علي وسلمت عليه وتعانقنا، فقلت له: ابو جعفر العمري يقرأ عليك السلام ودفع الي هذه الثويبات وهذه الصرة لاسلمها اليك، فقال: الحمدلله فأن محمد بن عبدالله الحائري [العامري- خ قد مات، وخرجت لاصلاح كفنه، فحلّ الثياب واذا فيها ما يحتاج اليه من حبر وثياب وكافور في الصرّة وكري الحمّالين والحفار، قال: فشيّعنا جنازته وانصرفت.
۴. البحار [۲]: وسأله (اي الحسين بن روح) بعضُ المتكلمين وهو المعروف بترك الهروي، فقال له: كم بنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقال: اربع، قال: فايتهن افضل؟ فقال: فاطمة (عليها السلام)، فقال: ولم صارت افضل وكانت اصغرهن سنا واقلهم صحبة لرسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال: لخصلتين خصها الله
بهما تطولا عليها وتشريفا واكراما لها، احداهما؛ انها ورثت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم و لم يرث غيرها من ولده، والاخرى؛ ان الله تعالى ابقى نسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منها ولم يبقه من غيرها ولم يخصّصها بذلك الا لفضل اخلاص عرفه من نيّتها، قال الهروي: فما رأيت احدا تكلم واجاب في هذا الباب باحسن ولا اوجز من جوابه.
۵. كتاب الغيبة [۱]: عن ابي عبدالله الحسين بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه، قال: حدثني جماعة من اهل بلدنا المقيمين كانوا ببغداد في السنة التي خرجت القرامطة على الحاجّ، وهي سنة تناثر الكواكب؛ ان والدي- رضي الله عنه- كتب الى الشيخ ابي القاسم الحسين بن روح- رضي الله عنه- يستأذن في الخروج الى الحج؟ فخرج في الجواب؛ لا تخرج في هذه السنة، فاعاد؛ فقال: هو نذرواجب افيجوز لي القعود عنه؟ فخرج الجواب؛ ان كان لا بد فكن في القافلة الاخيرة! فكان في القافلة الاخيرة فسلم بنفسه وقُتل من تقدمه في القوافل الاخر.
۶. علل الشرايع [۲]: حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحاق الطالقاني- رضي الله عنه- قال: كنت عند الشيخ ابي القاسم الحسين بن روح- قدس الله روحه- مع جماعة فيهم علي بن عيسى القصري، فقام اليه رجل، فقال له: اني اريد ان اسألك عن شى ء؟ فقال له: سل عما بدا لك؟ فقال الرجل: اخبرني عن الحسين بن علي عليهما السلام اهو ولي الله؟ قال: نعم، قال: اخبرني عن قاتله اهو عدو الله؟
قال نعم، قال الرجل: فهل يجوز ان يسلط الله عزّوجلّ عدوه على وليه؟! فقال له ابوالقاسم الحسين بن روح- قدس الله روحه-: افهم عني ما اقول لك، اعلم ان الله عزّ وجلّ لا يخاطب الناس بمشاهدة العيان ولا يشافههم بالكلام، ولكنه جل جلاله يبعث اليهم رسلا من اجناسهم واصنافهم بشرا مثلهم ولو بعث اليهم رسلا من غير صنفهم وصورهم لنفروا عنهم ولم يقبلوا منهم، فلما جاؤوهم وكانوا من جنسهم يأكلون الطعام ويمشون في الاسواق، قالوا لهم: انتم بشر مثلنا ولا نقبل منكم حتى تأتوننا بشي ء نعجز ان نأتي بمثله فنعلم انكم مخصوصون دوننا بما لا نقدر عليه؟ فجعل الله عزّ وجلّ لهم المعجزات التي يعجز الخلق عنها، فمنهم من جاء بالطوفان بعد الانذار والاعذار فغرق جميع من طغى وتمرد، ومنهم من القي في النار فكانت بردا وسلاما، ومنهم من اخرج من الحجر الصلد ناقة واجرى من ضرعها لبنا، ومنهم من فلق له البحر وفجّر له من الحجر العيون وجعل له العصا اليابسة ثعبانا تلقف ما يأفكون، ومنهم من ابرأ الاكمه والابرص واحيى الموتى بإذن الله وأنبأهم بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم، ومنهم من انشق له القمر وكلمته البهائم مثل البعير والذئب وغير ذلك، فلما أتوا بمثل ذلك وعجز الخلق عن امرهم وعن أن يأتوا بمثله كان من تقدير الله عزّ وجلّ ولطفه بعباده وحكمته؛ ان جعل انبياءه عليهم السلام مع هذه القدرة والمعجزات في حالة غالبين، وفي اخرى مغلوبين، وفي حال قاهرين، وفي اخرى مقهورين، ولو جعلهم الله عزّ وجلّ في جميع احوالهم غالبين وقاهرين ولم يبتلهم ولم يمتحنهم لاتخذهم الناس آلهة من دون الله عزّ وجلّ، ولما عرف فضل صبرهم على البلاء والمحن والاختبار، ولكنه عزّ وجلّ جعل احوالهم في ذلك كاحوال غيرهم ليكونوا في
حال المحنة والبلوى صابرين وفي حال العافية والظهور على الاعداء شاكرين، ويكونوا في جميع احوالهم متواضعين غير شامخين ولامتجبرين، وليعلم العباد ان لهم عليهم السلام الها هو خالقهم ومدبرهم فيعبدوه ويطيعوا رسله وتكون حجة الله ثابتة على من تجاوز الحد فيهم وادّعى لهم الربوبية او عاند او خالف وعصى وجحد بما اتت به الرسل والانبياء عليهم السلام؛
(ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيّ عن بينة).
قال محمد بن ابراهيم بن اسحاق- رضي الله عنه-: فعدت الى الشيخ ابي القاسم بن روح قدس الله روحه من الغد وانا اقول في نفسي؛ اتراه ذكر ما ذكر لنا يوم امس من عند نفسه؟! فابتدأني! فقال لي: يا محمد بن ابراهيم! لان اخرّ من السماء فتخطفني الطير او تهوي بي الريح في مكان سحيق احبّ اليّ من ان اقول؛ في دين الله عزّ وجلّ برأيي، او من عند نفسي، بل ذلك عن الاصل ومسموع عن الحجّة صلوات الله عليه وسلامه.
۷. فرج المهموم [۱]: حدث جماعة من اهل قم منهم عمران الصفار وقريبة علوية الصفار والحسين بن احمد بن علي بن احمد بن ادريس- رحمهم الله- قالوا: حضرنا بغداد في السنة التي توفي فيها؛ ابي علي بن الحسين بن موسى بن بابويه، وكان ابو الحسن علي بن محمد السمري- قدس سره- يسألنا كلّ قريب عن خبرعلي بن الحسين- رحمه الله؟ فنقول: قد ورد الكتاب باستقلاله، حتى كان اليوم الذي قبض فيه، فسألنا عنه؟ فذكر له مثل ذلك، فقال: اجركم الله في
علي بن الحسين فقد قبض في هذه الساعة! قالوا: فأثبتنا تاريخ الساعة واليوم والشهر، فلما كان بعد سبعة عشر يوما او ثمانية عشر يوما، ورد الخبر؛ انه قبض في تلك الساعة التي ذكرها الشيخ ابو الحسن- قدّس سره-.
۸. رجال الكشي [۱]: جعفر بن معروف الكشّي، قال: كتب ابوعبدالله البلخي اليّ، يذكر عن الحسين بن روح القمّي؛ ان احمد بن اسحاق كتب اليه يستاذنه في الحج فاذن له وبعث اليه بثوب، فقال احمد بن اسحاق: نعى اليّ نفسي! فانصرف من الحج فمات بحلوان.
وهناك روايات اخرى لم نذكرها. [۲]
———-
[۱]: للشيخ الكليني، ص ۳۲۹، ب تسمية من رآه عليه السلام.

[۱]: لابي جعفر الشيخ الصدوق، ج ۲، ص ۵۰۲، ب ۴۵، ح ۲۹.
[۱]: لقطب الدين الراوندي باب العلامات السارّه، ص ۱۱۱۹، ح ۳۵.
[۲]: للعلامة المجلسي، ح ۴۳، ص ۳۷، ب ۲، ذيل ح ۴۰.
[۱]: للشيخ الطوسي، ص ۳۲۲، ح ۲۷۰.

[۲]: لابي جعفرالشيخ الصدوق، ج ۱، ص ۲۴۱، ب ۱۷۷، ح ۱.

[۱]: للسيد ابن طاووس، ص ۱۳۰.
[۱]: للشيخ ابو عمر الكشّي، ص ۵۵۷، رقم ۱۰۵۲ طبع مشهد.
[۲]: منتخب الاثر، ج ۲، ص ۵۰۶- ۵۲۱.
[غیبه المنتظر من منتخب الاثر – صفحه۱۶۶]

Share your thoughts