هل للامام المهدي عليه السلام، سفراء في الغيبة الكبرى كما كان له سفراء في الغيبة الصغرى؟

الجواب
هو ما ذكره مؤلف كتاب؛ (منتخب الاثر) دام ظله:
وبعد انقضاء الغيبة القصرى؛ وقعت الغيبة الطولى، فلا ظهور الى ان يأذن الله تعالى ولا يتفق درك خدمته الا للأوحدي من الناس، وانسدت فيها باب السفارة والنيابة الخاصة وفوض الامر الى الفقهاء العالمين بالاحكام وحملة الآثار والآخبار وعلوم الائمة الطاهرين، فقد روى الصدوق في (كمال الدين) ؛ عن محمّد بن محمّد بن عصام عن محمّد بن يعقوب عن اسحاق بن يعقوب، قال: سألت محمد بن عثمان العمري؛ ان يوصل لي كتابا قد سألت فيه عن مسائل شكلت عليّ؟ فورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان عليه السلام:
اما ما سألت عنه ارشدك الله وثبتك……. الى ان قال بعد ذكر اجوبة مسائله: واما الحوادث الواقعة فارجعوا فيما الى رواة حديثنا، فانهم حجتي عليكم وانا حجة الله عليهم
، ورواه الشيخ في كتاب (الغيبة) عن جماعة عن جعفر بن محمد بن قولويه وابي غالب الزراري وغيرهما كلهم عن محمد بن يعقوب، ورواه في (الاحتجاج) ؛ عن محمد بن يعقوب عن اسحاق.
وقال ابو عبدالله عليه السلام- في الحديث المشهور الذي رواه الكليني بسنده عن
عمربن حنظلة والشيخ ايضا باسناده عنه (كما في الوسائل: ج ۱۸ كتاب القضاء ب ۱۱ من ابواب صفات القاضي ح ۱) -: (من كان منكم ممن قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف احكامنا، فليرضوا به حكما؛ فاني قد جعلته عليكم حاكما، فإذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه فانما استخف بحكم الله وعلينا ردّ، والراد علينا كالراد على الله وهو على حد الشرك بالله).
وروي في (الاحتجاج) عن الامام ابي محمد العسكري في حديث عن ابي عبدلله عليهما السلام انه قال:
فاما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه حافظا لدينه مخالفا على هواه مطيعا لامر مولاه فللعوام ان يقلدوه
. وروي ايضا في (الاحتجاج) بسنده عن الامام ابي محمد الحسن عن ابيه علي بن محمد الهادي عليهم السلام قال: (لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم عليه السلام من العلماء الداعين اليه والدالين عليه والذابين عن دينه بحجج الله والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك ابليس ومردته وفخاخ النواصب لما بقي احد الا ارتد عن دين الله ولكنهم الذين يمسكون ازمة قلوب ضعفاء الشيعة كما يمسك صاحب السفينة سكانها اولئك هم الافضلون عند الله عزّ وجلّ). وروى الشهيد الثاني في (منية المريد)، عن الامام الهادي عليه السلام؛ نحوه.
وتدل على ذلك غير هذه الاحاديث؛ روايات اخرى ذكرها الاصحاب- رضوان الله عليهم- في كتبهم.
تنبيه فيه تاكيد: اعلم انه- كما اشرنا اليه- قد انقضى بانقضاء عصر الغيبة القصرى الصغرى، ووقوع الغيبة التامة الطولى الكبرى، عصر السفارة والوكالة فليس لاحد بعد ذلك ان يدعي السفارة والبابية والنيابة والوكالة الخاصة
والوساطة بين الامام وسائرالناس الى ان يظهر الله امر وليه وحجته عليه السلام فمن ادعى ما يفيد بعض هذه المعاني يكذب ويردّ عليه، وهذا من ضروريات المذهب واتفق عليه الاكابر والاعلام خلفا عن سلف وعليه اجماع الطائفة، ويدل عليه؛ الاخبار الناصة على غيبته الطولى وابتلاء الناس فيها بالتمحيص والابتلاء والامتحان الشديد، ويكفيك في ذلك ماقاله الشيخ الاجلّ الاقدم؛ ابو القاسم جعفر بن محمد بن جعفر بن موسى بن قولويه المتوفي سنة (۳۶۸ أو ۳۶۹ ه-) مؤلف كتاب (كامل الزيارات) – رضوان الله تعالى عليه- قال: عندنا ان كل من ادعى الامر بعد السمري رحمه الله فهو كافر منمس ضال مضل. [۱]
———-
[۱]: منتخب الاثر، ج ۲، ص ۴۳۹- ۴۴۱ الحاشية.
[غیبه المنتظر من منتخب الاثر – صفحه۱۸۲]

Share your thoughts