لقد ذكرتم شهادة علماء الشيعة حول ولادة الامام الحجة عجل الله فرجه
فهل استندوا في ذلك الى روايات صحيحة السند وردت من طرقهمام لا؟
الجواب
نعم لقد اعتمد علماء الشيعة على ما اشتهر عند الخاصة والعامة حول ولادته عليه السلام، ونحن نشير الى بعض الروايات التي اعتمد عليها هؤلاء الاجلاء من علماء الشيعة الامامية رضوان الله تعالى عليهم وبركاته:
۱. الغيبة [۱]: حدثنا؛ محمد بن علي بن حمزة بن الحسين بن عبيدالله بن العباس بن علي بن ابي طالب صلوات الله عليه، قال: سمعت أبا محمد عليه السلام يقول: ولد ولي الله، وحجته على عباده، وخليفتي من بعدي، مختونا ليلة النصف من شعبان، سنة خمس و خمسين و مائتين، عند طلوع الفجر، و كان أول من غسله رضوان خازن الجنة مع جمع من الملائكة المقربين بماء الكوثر والسلسبيل، ثم غسلته عمّتي حكيمة، بنت محمد بن علي الرضا (عليهما السلام)، فسئل محمد بن علي بن حمزة- رضي الله عنه- عن امه عليه السلام؟ قال: امه مليكة التي يقال لها بعض الايام: سوسن، وفي بعضها:
ريحانة، وكان صيقل ونرجس أيضا من أسمائها. [۱]
۲. كمال الدين [۲]: حدثت حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قالت: بعث اليّ أبو محمد الحسن بن علي عليهما السلام، فقال: ياعمّه اجعلي إفطارك [هذه الليلة عندنا، فإنها ليلة النصف من شعبان، فإن الله تبارك وتعالى سيظهر في هذه الليلة الحجة، وهوحجته في أرضه؟ قالت: فقلت له: ومن أمه؟ قال لي: نرجس، قلت له: جعلني الله فداك، مابها أثر! فقال: هو ما اقول لك، قالت فجئت، فل- ما سلمت وجلست، جاءت تنزع.
خفي وقالت لي: ياسيدتي [وسيدة أهلي كيف أمسيت؟ فقلت: بل أنت سيدتي وسيدة أهلي، قالت: فأنكرت قولي! وقالت: ماهذا ياعمّه؟! قالت: يابنية! أن الله تعالى سيهب لك في ليلتك هذه غلاما سيدا في الدنيا والآخرة، قالت: فخجلت واستحيت، فلما أن فرغت من صلاة العشاء الآخرة، أفطرت وأخذت مضجعي فرقدت، فلما أن كان في جوف الليل قمت إلى الصلاة، ففرغت من صلاتي وهي نائمة ليس بها حادث، ثم جلستُ معقبة، ثم اضطجعتُ، ثم انتبهتُ فزعة وهي راقدة، ثم قامت فصلت ونامت.
قالت حكيمة: وخرجت أتفقد الفجر، فإذا انا بالفجر الأول كذنب السرحان وهي نائمة، فدخلني الشكوك، فصاح بي أبو محمد عليه السلام من المجلس، فقال: لاتعجلي ياعمة! فهاك الأمر قد قرب، قالت: فجلست وقرأت ألم السجدة، ويس، فبينما أنا كذلك إذ انتبَهت فزعة، فوثبتُ إليها، فقلت: اسم الله عليك، ثم قلت لها: أتحسين شيئا؟ قالت: نعم ياعمة، فقلت لها: اجمعي نفسك، واجمعي قلبك، فهو ما قلت لك؟ قالت: فأخذتني فترة وأخذتها فترة، فانتبهت بحس سيدي، فكشفت الثوب عنه فإذا أنا به عليه السلام ساجدا يتلقى الأرض بمساجده، فضممته إليّ، فإذا أنا به نظيف متنظف، فصاح بي أبو محمد عليه السلام: هلمي إليّ ابني ياعمة! فجئت به إليه، فوضع يديه تحت اليتيه وظهره، ووضع قدميه على صدره، ثم أدلى لسانه في فيه، وأمرّ يده على عينيه وسمعه ومفاصله، ثم قال: تكلم يا بنيّ، فقال: أشهد أ ن لا إله إلاالله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم صلى على امير المؤمنين وعلى الأئمة عليهم السلام، إلى أن وقف على أبيه ثم أحجم، ثم قال أبو محمد عليه السلام: ياعمة! اذهبي به إلى امه ليسلم عليها وائتيني به؟ فذهبت به فسلم عليها، ورددته فوضعته في المجلس، ثم قال: ياعمة! إذا كان يوم السابع فأتينا؟ قالت حكيمة: فلما أصبحت، جئت لأسلم على أبي محمد عليه السلام، وكشفت الستر لأتفقد سيدي عليه السلام فلم أره! فقلت: جعلت فداك، مافعل سيدي؟ فقال: ياعمة! استودعناه الذي استودعتهام موسى عليه السلام، قالت حكيمة: فلما كان في اليوم السابع جئت فسلمت وجلست، فقال: هلمي إليّ ابني؟ فجئت بسيدي عليه السلام وهو في الخرقة، ففعل به كفعلته الاولى، ثم أدلى لسانه في فيه كأنه يغذيه لبنا أوعسلا، ثم قال: تكلم يا بني؟ فقال: اشهد أن لا إله إلا الله، وثنى بالصلاة على محمد، وعلى أمير المؤمنين، وعلى الأئمه الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين، حتى وقف على أبيه عليه السلام، ثم تلا هذه الآية: (بسم الله الرحمن الرحيم، ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين، ونمكن لهم في الارض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون). [۱]
۳. كمال الدين (ايضا) [۲]: حدث محمد بن ابراهيم الكوفي: أن أبا محمد عليه السلام بعث إلى بعض من سمّاه لي؛ بشاة مذبوحة، وقال: هذه من عقيقة ابني محمد [عليه الصلاة والسلام.
۴. غيبة الشيخ [۳]: عن ابي سليمان داود بن غسان البحراني، قال: قرأت على أبي سهل اسماعيل بن علي النوبختي: مولد محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا بن موسى بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين، ولد عليه السلام بسامراء سنة ست وخمسين وماءتين، امه: صقيل، يكنى: أبا القاسم، بهذه الكنية أوصى النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنه قال: اسمه كاسمي، وكنيته كنيتي، لقبه المهدي، وهو الحجة وهو المنتظر، وهو صاحب الزمان.
قال إسماعيل بن علي: دخلت على أبي محمد الحسن بن علي عليه السلام في المرضة التي مات فيها، وأنا عنده إذ قال لخادمه عقيد- وكان الخادم أسود نوبيا، قد خدم من قبله علي بن محمد، وهو ربّى الحسن عليه السلام- فقال: ياعقيد، اغل لي ماء بمصطكي؟ فأغلى له، ثم جاءت به صقيل الجاريةام الخلف عليه السلام، فلما صارالقدح في يديه وهم بشربه وجعلت يده ترتعد حتى ضرب القدح ثنايا الحسن، فتركه من يده وقال لعقيد: ادخل البيت، فإنك ترى صبيا ساجدا فأتني به، قال أبوسهل: قال عقيد: فدخلت أتحرى، فإذا أنا بصبي ساجد، رافع سبابته نحو السماء، فسلمت عليه فأوجز في صلاته، فقلت: إن سيدي يأمرك بالخروج إليه؟ إذ جاءت امه صقيل، فأخذت بيده وأخرجته إلى أبيه الحسن عليه السلام، قال أبو سهل: فلما مثل الصبي بين يديه سلم واذا هو درّيّ اللون، وفي شعررأسه قطط، مفلج الأسنان، فلما رآه الحسن عليه السلام بكى، وقال: يا سيد أهل بيته، اسقني الماء فإني ذاهب إلى ربي؟ وأخذ الصبي القدح المغلي بالمصطكي بيده، ثم حرك شفتيه ثم سقاه، فلما شربه قال: هيئوني للصلاة؟ فطرح في حجره منديل، فوضأه الصبي واحدة واحدة، ومسح على رأسه وقدميه، فقال له أبو محمد عليه السلام: أبشر يابني، فأنت صاحب الزمان وانت المهدي، وأنت حجة الله على أرضه، وأنت ولدي ووصيي وأنا ولدتك، وأنت محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ولدك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأنت خاتم الأئمة الطاهرين، وبشر بك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وسماك وكناك بذلك، عهد إلي أبي عن آبائك الطاهرين، صلى الله على أهل البيت ربنا، إنه حميد مجيد، ومات الحسن بن علي من وقته صلوات الله عليهم أجمعين. [۱]
۵. اثبات الوصية [۲]: الحميري عن احمد بن اسحاق قال: دخلت على ابي محمد عليه السلام، فقال لي: يا أحمد! ماكان حالكم فيما كان الناس فيه من الشك والارتياب؟ قلت: ياسيدي! لما ورد الكتاب بخبر سيدنا ومولده لم يبق منا رجل ولا امرأة ولا غلام بلغ الفهم إلا قال بالحق، فقال: أما علمتم أن الأرض لا تخلو من حجة الله؟ ثم أمر أبو محمد بالحج والدته في سنة تسع وخمسين ومائتين، وعرّفها مايناله في سنة الستين، وأحضر الصاحب عليه السلام فأوصى إليه، وسلم الاسم الأعظم والمواريث والسلاح إليه، وخرجتام أبي محمد مع الصاحب عليهم السلام جميعا إلى مكة، وكان أحمد بن محمد بن مطهر، أبو علي، المتولي لما يحتاج إليه الوكيل، فلما بلغوا بعض المنازل من طريق مكة تلقى الأعراب القوافل فأخبروهم بشدة الخوف وقلة الماء، فرجع أكثر الناس إلا من كان في الناحية فإنهم نفذوا وسلموا. [۱]
———-
[۱]: للفضل بن شاذان النيشابوري عن كفاية المهتدي (الاربعين)، ص ۱۱۶، ح ۳۰.
[۱]: منتخب الاثر، ج ۲، ص ۳۹۳.
[۲]: لابي جعفر الشيخ الصدوق، ج ۲، ص ۴۲۴، ب ۴۲، ح ۱.
[۱]: منتخب الاثر، ج ۲، ص ۳۹۴- ۳۹۶.
[۲]: كالسابق، ج ۲، ص ۴۳۲، ب ۴۲، ح ۱۰.
[۳]: كتاب الغيبة للشيخ الطوسي عليه الرحمة، ص ۲۷۱، ح ۲۳۷.
[۱]: منتخب الاثر، ج ۲، ص ۴۰۵- ۴۰۷.
[۲]: لابي الحسن علي بن الحسين المسعودي، ص ۱۹۴.
[۱]: منتخب الاثر، ج ۲، ص ۴۰۸.
[غیبه المنتظر من منتخب الاثر – صفحه۳۰]